فى 7 أكتوبر فوجئنا بعمل عسكرى قامت به كتائب عز الدين القسام ، وهى الجناح العسكرى لحركة حماس ضد إسرائيل؛ وكانت عملية مبهرة من حيث الأداء والتنفيذ ، كأننا أمام فيلم من أفلام الخيال العلمى الأمريكى ، راح ضحيته حوالى 1400 إسرائيلى غير آلاف المصابين ومئات الأسرى.
إختلفت وجهات النظر فى توصيف هذا العمل
البعض يراها عملية فدائية من فصيل مقاوم ، والآخر يراها عمل إرهابى من فصيل إرهابى
وكان لإسرائيل رد فعل تجاه ما حدث فى غاية العنف والوحشية ، إستهدفت فيه تدمير قطاع غزة وتهجير أهله ومنع المساعدات عنه فى أكبر عملية إبادة لشعب.
بعض الأقلام إستغلت الحدث و بدأت فى توجيه سهام النقد والهجوم
**أين العرب؟
**أين جامعة الدول العربية؟
**أين الجيوش العربية؟
**أين الجيش المصري؟
هذا هو الحدث وتلك هى ردود الأفعال
وبعد مرور أسبوعين علينا أن نتوقف لإعادة قراءة المشهد ووضع النقاط فوق الحروف
- هل نحن أمام مقاومة عربية تتبناها الدول العربية ، أم أمام مقاومة إسلامية تتبناها قوى الإسلام السياسى؟
الحقيقة نحن أمام مقاومة محسوبة على الإسلام السياسى تتبناها حركتى حماس والجهاد الإسلامى
وهذا التوصيف جعلنى أرجع بالذاكرة لإعترافات إثنين من منفذى عملية إغتيال الشهيد هشام بركات “النائب العام المصرى” حيث قرر أحدهما ويدعى (محمود الأحمدى عبد الرحمن على) بأنه كُلِف بالتوجه إلى قطاع غزة لتلقى دورة عسكرية فى معسكرات حركة حماس ، وهناك إلتقى بشخص يدعى “أبو عمر” ضابط مخابرات من حركة حماس ، حيث دربه على كيفية إستخدام الأسلحة المتنوعة والسيارات المفخخة والتكتيك العسكرى وحرب العصابات وهندسة المتفجرات .
وقد أكد هذه الرواية شريكه الثانى ويدعى (محمد أحمد سيد أحمد) ، والذى قرر أن أبو عمر كلفة بالنزول إلى شمال سيناء لتشكيل 4 مجموعات لتنفيذ عمليات فى منطقة “بئر العبد” لتبدأ بعدها سلسلة من العمليات الإرهابية فى سيناء بالتنسيق مع حركة حماس تدريباً وتسليحاً ، هذا بالإضافة لما قامت به حماس وحزب الله فى إقتحام السجون المصرية عقب أحداث 25 يناير ، وكلنا عاصرنا تلك الفترة
من هنا يمكن القول أن حركة حماس كان لها دوراً بارزاً فى دعم الإرهاب فى سيناء بإعتبارها حركة إرهابية، فهى تمثل الجناح العسكرى لتنظيم الإخوان (المصنف تنظيم إرهابى) ، وأن كتائب عز الدين القسام كانت تقوم بتدريب العناصر الإرهابية على فنون القتال داخل أراضى غزة ثم تدخلهم لسيناء عبر الأنفاق لتنفيذ عمليات ضد الجيش والشرطة المصريين
هذا هو واقع حركة حماس فى علاقتها مع مصر حركة إرهابية ، والموقف المصرى من الحركة هو موقف سياسى مرتبط بدور مصر من القضية الفلسطينية
*نعود لموضوعنا :
ألم تقم حماس بدراسة ردود أفعال إسرائيل رداً على هذه العملية المبهرة من حيث التكتيك والتنفيذ ، من المؤكد أنها كانت على دراية برد الفعل المتوقع ؟
وهنا يستوقفنى سؤال : ما الهدف من العملية وتوقيتها ، ونحن نرى نتائجها ونشاهدها اليوم على أهالى قطاع غزة!
وماذا حققت حماس من وراء تلك العملية لخدمة القضية الفلسطينية غير ابادة شعب غزة ، أو تحريك القضية الفلسطينية فى إتجاه سيناء كوطن بديل بالتنسيق مع من لهم مصلحة فى ذلك .. وهو أمر مطروح الآن فى العلن ورفضته مصر.
- أصوات تسأل : أين الدول العربية؟ ولم تجيب عن ما هو المطلوب من الدول العربية لتقديمه فى ضوء تجاهلها من حماس نفسها ، ولماذا دائماً الدول العربية! أين تركيا؟ أين إيران؟ وأين الدول الإسلامية المعنية بتحرك قوى الإسلام السياسى كباكستان وماليزيا وإندونيسيا؟
والسؤال الأهم : من هى الدول العربية المعنية بالإجابة على سؤال “أين الدول العربية”
بدون لف ودوران المقصود هى “مصر والسعودية والإمارات” وهى الدول التى تتمتع بكراهية شديدة من قوى الإسلام السياسى .
*هل قامت حماس بأخذ مشورة أو رأى الدول العربية قبل قيامها بهذة العملية العسكرية؟ أم تجاهلتهم! واليوم تورطهم وتطلب مساعدتهم وتدخلهم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه
*هل المطلوب التورط فى حرب مع إسرائيل بسبب تصرف أهوج من ناحية حماس؟ أو هو تصرف متفق عليه؟ أو هى مؤامرة على بلدى وأرض سيناء؟
ومن هى حماس فى الأصل لكى تتورط مصر أو الدول العربية فى حرب مع إسرائيل من أجلها
*نحن متعاطفين مع أهالي شعب غزة بلا جدال ، ونقدم لهم يد العون بدون مزايدات .. لكن ما يخص حماس ، فهذا أمر آخر ، فلن أنسى شهدائنا من شباب مصر الذين ضحوا بحياتهم من أجل تراب سيناء ومن أجل مصر ، ومستعدون للتضحية بدمائهم من أجل تراب ورمال الوطن.