اليوم هو الجمعة يحمل لي معنى خاصًا، إنه يوم الوحدة الوطنية، يوم نفتخر فيه بتنوعنا وقوتنا كأمة.
بدأت يومي بزيارة إلى الكنيسة في الصباح، حيث أبدأ يومي بالصلاة والتأمل. ثم انتقل أصدقاؤنا المسلمون إلى المسجد في وقت الظهيرة، لكى يشاركوا صلاة الجمعة.
من الكنيسة والمسجد يستمد المصريون قوتهم، وروحانيتهم ويظلان حائط الصد الاول لحمايتنا من شرور انفسنا ، ويظل المصرى طوال الأسبوع يتأمل كلمات القس او الشيخ كلا حسب معتقده.
ولكن باقي اليوم يظل محملاً بالمشاعر والأفكار، فندعو من أجل السلام في غزة ونستنكر أفعال الصهاينة وحكومة إسرائيل، اللذين يسعون إلى نهب أرض الشعب الفلسطيني ومحو هويته.
يجعلني ذلك أفكر في انتزاع الدير المصري بالقوة وتسليمه للأثيوبيين، وهي قضية تاريخية تشكل جزءًا من محنتنا.
الدير الذي يحمل اسم “دير السلطان” شهد تاريخًا طويلًا من الاحتكاك بين الأديان، فقد أهداه صلاح الدين الأيوبي للكنيسة المصرية. إلا أن محاولات الاستيلاء عليه من قبل إسرائيل في الستينات أشعلت نيران الصراع من جديد، وأدت إلى مواقف جريئة من البابا شنودة، الذي أثبت وقوفه ضد الأكاذيب الإسرائيلية بكل إصرار.
لكن المعركة لم تنتهِ، مصر ما زالت تكافح من أجل استعادة الدير، في جهد مستمر يعكس إصرارنا على حقوقنا التاريخية. ولا نقتصر على ذلك، فمصر تمتلك ممتلكات في فلسطين، تعبيرًا عن تضامننا ودعمنا للشعب الفلسطيني في مواجهة التحديات.
ولكن ليست هذه هي المعركة الوحيدة التي خاضها الرهبان المصريون. قبل بضع سنوات، قام جنود الاحتلال الإسرائيلي بجرهم على الأرض، رفضًا لتنفيذ تعليمات غير مقبولة. هذه الواقعة لا تزال حية في ذاكرتنا، فتظل تذكيرًا بشجاعة الرهبان واستمرارهم في الدفاع عن قيمهم وديانتهم.
وفي قلب هذه المعركة، يقف مطراننا القوي، الأنبا أنطونيوس، وهو الصوت الصاخب الذي يمثل المصريين في القدس. صعيدي الجذور، أسيوطي الهوية، أسد في وجه الصهاينة، يمثل رمزًا للصمود والتصدي.
في الختام، ندعو الله أن يحمي فلسطين وأهلها، وأن يمنحنا القوة للاستمرار في دعم قضايانا العادلة والوقوف صفًا واحدًا في وجه التحديات.