أثار انسحاب روسيا رسميا من معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا، الثلاثاء، موجة من القلق بشأن تصاعد التوتر بين روسيا وحلف شمال الأطلسي.
معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا هي معاهدة دولية وقعتها 30 دولة في عام 1990، بهدف الحد من احتمالية وقوع هجوم مسلح مفاجئ وبدء عمليات هجومية كبرى في أوروبا. حظرت المعاهدة نشر كميات كبيرة من الأسلحة والمعدات التقليدية، بما في ذلك الدبابات والمركبات القتالية المدرعة وسلاح المدفعية والطائرات المقاتلة والمروحيات الهجومية.
علقت روسيا مشاركتها في المعاهدة في عام 2007، وأوقفت مشاركتها الفعالة فيها عام 2015. أعلنت روسيا انسحابها رسميا من المعاهدة يوم الثلاثاء، معتبرة أن الدفع الأميركي باتجاه توسيع حلف شمال الأطلسي أدى إلى قيام دول الحلف “بالتحايل علانية” على القيود التي تفرضها المعاهدة على الحلف.
قال حلف شمال الأطلسي إنه سيعلق العمل بالمعاهدة في المقابل، معتبرا أن انسحاب روسيا هو أحدث حلقة في سلسلة من الإجراءات التي تقوض بشكل منهجي الأمن الأوروبي-الأطلسي.
انسحاب روسيا من المعاهدة يمثل تطورا خطيرا في الأمن الأوروبي، ويزيد من التوتر بين روسيا وحلف شمال الأطلسي. من المحتمل أن يؤدي إلى زيادة التسلح في أوروبا، حيث تسعى كل من روسيا وحلف شمال الأطلسي إلى تعزيز دفاعاتها.
كما يمكن أن يؤدي إلى زيادة احتمالية وقوع صراع عسكري في أوروبا، حيث تفقد روسيا حافزها للالتزام بالوسائل الدبلوماسية لحل النزاعات.
انسحاب روسيا من المعاهدة هو خطوة تهدف إلى إرسال رسالة إلى الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بأن روسيا لن تقبل بالوضع الراهن في أوروبا. تسعى روسيا إلى إعادة رسم الخريطة الأمنية في أوروبا، وإعادة تأكيد دورها كقوة عظمى.
من غير المرجح أن يؤدي انسحاب روسيا من المعاهدة إلى اندلاع حرب شاملة في أوروبا. ومع ذلك، فإنه سيزيد من التوتر في المنطقة، ويجعل من الصعب حل النزاعات سلميا.
من المهم أن تسعى الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي إلى الحوار مع روسيا لحل الخلافات بينهما. كما يجب عليهما العمل معا لتعزيز الأمن الأوروبي، ومنع تصاعد التوتر.