وَعْدُ بَلفُور أو إعلان بَلفُور بيانٌ علنى أصدرته الحكومة البريطانية خلال الحرب العالمية الأولى لإعلان دعم تأسيس «وطن قومى للشعب اليهودى» في فلسطين، التي كانت منطقة عثمانية ذات أقلية يهودية (حوالى ٥.٣٪ من إجمالى السكان).
هذا عن «وعد بلفور» المشؤوم، فماذا عن «وعد مرسى» الملغوم، وصفًا «وديعة مرسى»، تركة الإخوان المفخخة التي انفجرت في وجوهنا شظايا خلال الحرب الإسرائيلية البربرية على قطاع غزة.
وعد مرسى فضحه الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» في فيديو شهير محفوظ في «يوتيوب» لمَن يريد العودة إليه، حتمًا سيجد صعوبة، الإخوان توفروا خلال السنوات الخمس الماضية على محوه وإزالته من الفضاء الإلكترونى.
الرئيس محمود عباس أطال الله في عمره لا يزال شاهدًا على خيانة الإخوان، وذاكرته والحمد لله بخير، ووثائق السلطة الفلسطينية تحوى العرض الإخوانى الرخيص، ورفض الرئيس أبومازن بمسؤولية وطنية الصفقة المسمومة.
أمام المجلس الوطنى الفلسطينى في رام الله، في مايو ٢٠١٨، قال أبومازن نصًّا: «خلال تولى جماعة الإخوان الحكم في عهد الرئيس الأسبق محمد مرسى رئاسة مصر، عُرض علينا الحصول على قطعة من سيناء، ورفضنا».
يضيف «أبومازن»: «هذا مشروع إسرائيلى أُطلق عليه اسم (جيورا آيلاند) بهدف تصفية القضية الفلسطينية تمامًا، ولقد رفضت المشروع، وأبلغت الرئيس مرسى بذلك، وقلت له إن الفلسطينيين لن يقبلوا بذلك، ولن يتركوا أرضهم، ولن يعيشوا على أراضى الغير».
لا تسألنى عن الخيانة، فأنا لا أعتقد أن هناك كلمات قادرة على وصفها، «أبومازن» شاهد حى، يشهد بخيانة رئيس الإخوان، وضلوعه وجماعته في المخطط الإسرائيلى/ الأمريكى الخبيث.
هذا للذكرى، والذكرى بالقضية الفلسطينية تنفع المؤمنين، وصوابعك مش زى بعضها، والقيادة المصرية الوطنية- ممثلة في الرئيس السيسى وأركان حكمه (حكومة وجيشًا) وفى ظهرهم شعب عظيم- لا تقبل الدنية في أرض الوطن، فأرض المصرى هي عِرضه.
يا جبل ما يهزك ريح، اللاءات المصرية، لا للتهجير، لا للتوطين، لا لقصف المدنيين، لا تزال صامدة كالجبال الرواسى في مواجهة مخطط صهيونى استعمارى خبيث يقضى بتفريغ سكان غزة في سيناء.
قطع الرئيس السيسى قول كل خطيب خبيث، حاسمًا قالها في مواجهة كل رسل العناية الأمريكية، وسيقولها باسم الشعب المصرى بأعلى صوت ليسمعها العالم بأسره.
مصر الأبية لا تقبل الدنية، وتأنف مثل هذه الصفقات المشبوهة، ولا تبرم صفقات على أرضها التي هي عِرضها، ومصر حرة أبية، وقرارها من رأسها، وعينها على حدودها ساهرة.
أسد الخارجية المصرية، سامح شكرى، في مواجهة سؤال خبيث لـ«CNN» الأمريكية، وصف وثيقة وزارة الاستخبارات الإسرائيلية، (المسربة عمدًا في هذا التوقيت الحرج من حرب غزة)، والتى تقترح تهجير ملايين الفلسطينيين إلى سيناء، بأنها «اقتراح مثير للسخرية».. حتى لا يقبل النقاش.
معلوم أنه في وقت الشدائد تظهر معادن الرجال، وتتجلى مواقفهم الوطنية، والحمد لله الذي جعل فينا رجالًا صدقوا ما عاهدوا الله عليه، والعهد في القَسَم «أحافظ على استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه».
ولجماعة «ع القدس رايحين.. شهداء بالملايين»، «إن كنتم نسيتم اللى جَرَى هاتُوا الدفاتر تنقرا»، إن كنتم نسيم ما وقع منكم وتجاهلتموه، فانظروا قليلًا في دفاتر الماضى تجدوه فيها. والمراد إن نسيتم أنتم، فإن «أبومازن» لم ينسَ.