مقاله مترجمه من صحيفة لاستامبا الإيطالية بتاريخ ٢٤ اكتوبر ٢٠٢٣ م
كل الأخبار التي نراها في الصحف والمحطات المحليه والإقليميه والعالميه وكل المشاهد التي نراها في الفيديوهات التي تصلنا من غزه تشير إلى ان حماس في طريقها إلى النصر….
نعم نحن نرى الأشلاء والدماء والأطفال والنساء والبشر والحجر بمشاهد مأساويه داميه لا يستطيع اي انسان تحملها ولكن حماس في طريقها إلى النصر …
*اولآ
فلتعلموا ان حماس عملت على إعداد وتهيئة اهل قطاع غزه (جدار الدفاع الأول) على مثل هذه المصائب وعلى تحملها وعلى الثبات وعلى انتظار الموت الذي هو في نظرهم، انتقاء إلهي،اي ان هذه المشاهد المختلطه ما بين الموت بكافة أشكاله والتفجيرات والقصف بكافة مسمياته ما هو إلا جائزه ربانيه، لا ينالها الا خاصة منهم وهم مهيئون تماما لإستقبال/لا بل لإنتظار حدوث هذه “الكوارث”او “إلاباده الجماعيه” حسب مفهومنا الدنيوي …
لن تستطيع توزيع الحلوى أو إلقاء الهتافات أو الثبات أو عدم الهروب في مثل هذه الكوارث الا عن طريق الإعداد والاستعداد عبر سنوات عديده وعبر جهد كبير وهذا واضح ونراه في كل بث أو تصوير يومي …
اذا فإن المدنيين مستعدون نفسيا وبدنيا الى كل هذه الأمور لا بل هم ينتظرونها.
اذآ فإن هذا الإعداد يوازي طائرات الجيش الإسرائيلي المقاتله اذا فإن الشعب هو بمثابة سلاح فتاك تستخدمه حركة حماس التحرريه وهذا جزء من خطه تم الإعداد لها منذ عشرات السنين وليس وليد اللحظه ….
ثانيآ
بات من الواضح الآن ومن خلال ما نراه ونسمعه ان تأخير الدخول البري لغزه عدة مرات ما هو إلا خوف وعدم جاهزية الجيش الإسرائيلي لا بل وأن إسرائيل باتت مقتنعه من خلال أجهزة استخباراتها بأن حماس افتعلت واشعلت فتيل الحرب لكي يعملوا على سحب قوات العدو إلى داخل القطاع وذلك لتبدأ الحرب بشكل فعلي في منطقه تتساوى بها موازين القوى بعض الشئ وللعلم فإن الدخول البري سيعمل على تعطيل قوة الدبابات والطائرات وسيكون الإعتماد فيه على القوى الراجله التي ستدخل القطاع محمله بكل متطلبات الرعب والخوف من مقاتلين حماس الغير معروف أماكنهم ولا مراكز تجمعهم ولا معداتهم القتاليه ولا حتى اعدادهم واستعداداتهم ….
ثالثآ
تعتبر إسرائيل منتصره في هذه الحرب في حال فقط القضاء التام على كل شئ يخص حماس(ايدولوجيا،معتقدات،ثوابت،اشخاص،معدات،انفاق،دعم خارجي …الخ)وحتى انه يتوجب عليهم إلقاء كامل البشر في قطاع غزه في البحر،،وهذا ما لا يمكن حدوثه نهائيا …..
رابعآ
ان تحريك البوارج الأمريكيه والبريطانيه وإرسال مساعدات حربيه وماليه وحضور رؤساء العالم الغربي شخصيا إلى إسرائيل يحمل رسائل كثيره،اهم هذه الرسائل ان إسرائيل ضعيفه ولن تستطيع ولا تجرؤ على مواجهة سرب واحد من حماس الا بمساعدة امريكيه اوروبيه وهذا ما لن نشاهده ابدآ ….
خامسآ
الجوله الأولى في الحرب كانت دخول كتائب القسام إلى مستوطنات غلاف غزه وقد شاهدنا جميعا ما حدث.. اما الجوله الثانيه فقد كان هجوم الجيش الإسرائيلي على المدنيين من قطاع غزه وقد دمر وقتل وسيدمر ويقتل المزيد من المدنيين ولكن من الملاحظ والمعروف لدى الجميع أن جيش الإحتلال لم يصيب اي ثكنه عسكريه أو نفق او سلاح أو حتى أنه لم يتعرف على مدخل واحد من مداخل الأنفاق التابعه لحماس وبذلك فإن حماس لغاية الآن لم تصاب ولم تنفذ مواردها العسكريه ابدا وحتى ان حماس لم تخرج بكامل قوتها ولا بكامل عتادها الذي تخبأه للدخول البري المرتقب والهدف الرئيسي لهم .
سادسا:
حماس قامت بتجهيز قواتها تحت الأرض عسكريا ولوجستيا وأكاد أجزم بأن هناك مستودعات غذائيه في انفاق حماس تكاد تكفيهم لسنوات وليس اشهر ….
سابعآ
نعم حماس لم تجهز الشعب ماديا ولوجستيا وطبيا لهذه الحرب وذلك للحفاظ على عنصر المفاجئه ولكي لا تثير الشبهات حول نفسها أثناء عملية التخطيط ولكنها تعلم بأن المسانده الدوليه من حلفائها ستعمل على تأمين الغذاء والدواء والمعونه شيئا فشيئآ وهذا واضح من خلال البدء بتعزيز القطاع بالمساعدات من خلال معبر رفح وهذه أيضآ جزء من الخطه وليست عبثيه .
ثامنا
بداية تحول الرأي العام الدولي لصالح المدنيين في غزه هو جزء من خطة الحرب التي تقودها حماس ، من خلال انقسام الرأي العام الغربي وتصريحات بايدن في آخر يومين ،ورفض إسرائيل تسلم الأسيرتين وذلك لأن إسرائيل تعلم بأن هذا جزء من خطة قلب الرأي العام الدولي …
تاسعآ
كل من يعتقد ان حماس بدأت الحرب من دون دعم عالمي واضح وخفي فهو لا يعلم شئ عن حماس .
لديها دعم مالي ودولي ودبلوماسي وعسكري لا يقل ابدا عن الدعم الذي تتلقاه اسرائيل ..
الحليف الروسي : ليس إيران وقطر وحزب الله فقط وإنما روسيا العظمى المنغمسه في حرب امريكيه اوروبيه وهذا واضح من خلال تصريحات روسيا من بداية الحرب وعدم إدانة حماس والدعوه إلى ضبط النفس ومهاجمة امريكا واتهامها بتأجيج وأفتعال الحرب وأخيرا تصريح الخارجيه الإسرائيلية عن موقف روسيا المسجل تجاه ما يحدث،وطبعا ليس من الضروري ان كل داعم للحرب يظهر ويقول انا داعم وإنما قد يدعم بالخفاء وذلك لمصالح شخصيه ودوليه مع العلم ان روسيا لها مصلحه مباشره وغير مباشره متعلقه بحربها في اوكرانيا اهم هذه الأهداف هي تدمير المصالح الأمريكيه في منطقة الشرق الاوسط واضعاف جبهة امريكا في الشرق
وطبعا لا ننسى دعم كل عرب ومسلمي العالم الذين يملؤون شوارع اوروبا وأمريكا مظاهرات واضرابات ما يعمل على تغيير دفة الرأي العام الأمريكي والأوروبي ..
عاشرا
كافة الخطط التي تم اعدادها ضد حماس بائت بالفشل:
١) فشل تهجير الأهالي نحو الجنوب.
٢)فشل تهجير الأهالي نحو سيناء .
٣)فشل محاولة تأجيج واحداث فتنه داخل القطاع عن طريق عملائها العرب من خلال الترويج بأن حماس قد اوقعت الشعب بهذا المأزق .
٤)فشل الإجتياح البري
٥)لم تحصل على دعم دولي شامل
٦)فشل عدم إدخال المساعدات عبر معبر رفح
٧)ملف الأسرى الذي حاولت إسرائيل ان يكون سلاح معها لا عليها وهو احد اهم الأسلحه في هذه الحرب والذي حافظت حماس عليه بدهاء وتكتيك لا مثيل له .
٨)النجاح الدبلوماسي الإيراني وفشل الخارجيه الأمريكيه
٩)كشف كافة الأكاذيب الإسرائيلية حول التهويل في همجية هجوم حماس على المستوطنات واتهامها بقطع رؤوس الاطفال
احدى عشر ملف الأسرى
ملف شائك وصعب جدا على كلا الطرفين..
صعب على حماس من جهة الحفاظ عليهم والاستفادة الفاعله منهم ،،وصعب على إسرائيل من خلال استرجاعهم وعدم التعامل معهم كنقطة ضعف قد تؤدي إلى تقديم تنازلات إسرائيلية…
حماس اخذت الرهائن لعلمها المطلق بأن الرهائن هي أهم نقطة ضعف لدى اسرائيل وذلك من خلال تجربتها مع الرهينه شاليط الذي استبدلته حماس بمئات الأسرى …
إسرائيل حاولت عدم ابداء اهتمامها بالرهائن وقالت بشكل صريح بأن ملف الرهائن ليس اهم من ملف الاعتداء علينا وحاولت تأجيج الرأي العالمي ضد حماس وحاولت جعل الرهائن بلا قيمه وذلك لتوصيل رساله الى حماس بأن اهم سلاح لديكم لا قيمة له ولكن حماس بذكائها وبقوة حلفائها دبلوماسيا افشلت خطة إسرائيل ووضعت إسرائيل بموقف محرج حين بدأت بتسليم اول رهينتين وأكملت عليهم برهينتين أخريين وقد عملت إسرائيل على رفض استلامهم ولكن المجتمع الدولي طالب المعنيين باستلام الرهائن ولكن الضربه الأقوى كانت من خلال المشاهد والتصريحات التي شاهدناها وسمعناها بث مباشر من الرهائن انفسهم ..
اول رهينتين صرحوا بأن حماس تعاملت معهم بطريقه انسانيه وكانت حماس تعتني بهم طبيا وغذائيا كما لو انهم من اهل القطاع/هذا يعني ان إسرائيل لم تستطع ان تجبر الرهينتين على الكذب وقول ان حماس كانت تعذبهم..
اما الرهينتين الأخريين فقد كان واضحا لنا كيف تفاعلت الأسيره مع جنود المقاومه وكيف ودعتهم وكيف كان جنود المقاومه يتعاملون معهم بكل انسانيه وعطف وهذا بالطبع مخطط له وحتى ان زجاجة المياه التي كانت بيد الرهينه الأولى كانت ضمن خطة التسليم وإظهار فشل التنظيم الإسرائيلي لهذا الملف.