في لقاء تلفزيوني قديم، سئل عمر الشريف وأحمد رمزي، من هي أفضل فنانة في الزمن الجميل؟ فأجابا في نفس الوقت وبلا تردد: تحية كاريوكا وهند رستم.
وكانت هند رستم بالفعل فنانة كبيرة، ليس فقط في موهبتها الفنية، ولكن أيضًا في إنسانيتها وعطفها على الآخرين.
ففي إحدى الأيام، تلقت هند رستم اتصالًا من الفنانة ماري منيب، تخبرها فيه أن الفنان عبدالفتاح القصري قد سقط في الشارع مغشيًا عليه، ونقله الجيران إلى مستشفى حكومي بعنبر الفقراء، لعدم استطاعته الإنفاق على العلاج.
لم تتردد هند رستم في التحرك على الفور، حيث قررت نقل القصري إلى مستشفى «مبرة محمد علي»، التي تقدم العلاج بالمجان.
وبدأت هند رستم في حملة تبرعات، لجمع الأموال اللازمة لعلاج القصري. وكان أول الفنانين المتبرعين هو المطرب فريد الأطرش، الذي سأل هند: “هل اتصلت بحليم؟” فأجابت أنها لم تتصل به.
فاقترح الأطرش على هند الذهاب سويًا إلى منزل حليم بالزمالك، حتى يعرضوا عليه مشكلة القصري. وبالفعل ذهبا إليه.
واستقبلهما حليم بحفاوة بالغة، ورحب بالتبرع دون تردد. وسأل عن قيمة المبلغ الذي دفعه الأطرش، فقال له 250 جنيهًا. فقال: “سأدفع مثله”.
واكتمل مبلغ العلاج بفضل التحرك السريع من الفنانة هند رستم. وانتقل القصري إلى المبرة، ونال اهتمامًا ورعاية طبية فائقة، ما سرع وحسن من حالته النفسية.
وهكذا أثبتت هند رستم، مرة أخرى، أنها فنانة كبيرة، ليس فقط في موهبتها الفنية، ولكن أيضًا في إنسانيتها وعطفها على الآخرين.