يقول لقمان الحكيم: «ثلاثة لا يُعرفون إلا فى ثلاثة: الشجاع فى الحرب، والكريم فى الحاجة، والحليم عند الغضب».
لو تعرفون حجم الضغوط التى تُمارس على القيادة المصرية الممتحنة للقبول بمخطط التهجير، والترحيل، وموقف القيادة الوطنية الثابت القوى الرافض للضغوط والإغراءات جميعًا، جميعها لا تساوى قدر حبة رمل من سيناء العزيزة.
لو علمتم حجم الأطماع الإسرائيلية، والعظمة الوطنية فى رفضها، لحمدتم وشكرتم، ووقفتم فى ظهر قيادة وطنية عظيمة رفضت الصفقات والمساومات والضغوط والإغراءات، وقفت شامخة على أرضية صلبة ضد حلف شيطانى تشكل بليل لتصفية القضية الفلسطينية فى أرض سيناء.
إزاء مخطط دولى خبيث جرى طبخه فى أقبية الاستخبارات الغربية، وجرى تسويقه فى بعض دول الإقليم، وتحدث بها رسل العناية الأمريكية ضغطًا على القيادة المصرية، ولكن هيهات.
ظنوا أنهم يُمسكون مصر من «إيدها اللى بتوجعها»، تحت وطأة أزمة اقتصادية قاسية، ولكن مصر يدها قوية وشعبها لا يقبل الدنية فى أرضه، هى عرضه، وإن جاع وإن تعرى عناية الله جندى.
معلوم فى عوالم السياسة الخفية، ليس كل ما يُطبخ فى المطابخ السياسية يُذاع، ولكن فى حالتنا الوطنية، الرئيس السيسى مشكورًا يصارح شعبه بالحقيقة المرة مرارًا وتكرارًا وعلى رؤوس الأشهاد، وفى كل المناسبات، ويعلنها على العالم صريحة، لن يكون حل القضية الفلسطينية على حساب الحدود المصرية.
مصر الصابرة على البلوى، ترفض بإباء وشمم كل الضغوط مغلفة بالإغراءات، وتدافع عن حدودها وأرضها، وجيشها البطل يرهب الأعداء، ويذود عن الحياض المقدسة.
لو تعرفون ماهية الضغوط، وماهية الإغراءات لعرفتم قيمة الرجال، فى القيادة رجل قال ربى الله ثم استقام وطنيًا، رجل من خير أجناد الأرض، تربى على معنى الأرض عِرض، ويعرف حدود وطنه جيدًا، ويؤدى فروضه الوطنية على وقتها.
جندى مجند فى حب الوطن، عينه ساهرة على الحدود، يذود ببسالة عن الحياض المقدسة، ويستند إلى ظهير شعبى محتشد، جدار صلب من شعب عظيم، شيوخه قبل شبابه، ونساؤه قبل صبيته يطلبونها شهادة، ويقود جيشًا عظيمًا، خير أجناد الأرض، من رزقه الله شعبًا عظيمًا، وجيشًا عنوانه الشهادة، لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
سيذكر التاريخ لهذا الرجل الممتحن، وقفته الوطنية العظيمة، وستُقرأ صحائف هذه المرحلة المصيرية فى عمر هذا الوطن الضارب فى أعماق التاريخ.
إزاء فصل من كتاب «لعبة الأمم»، ولاحقًا ستُكتب المذكرات، وستُدون بأحرف من نور وقفة هذا القائد العظيم فى وجه الطوفان الإسرائيلى، عاصفة هوجاء، تسونامى مخيف، فأبحر بسفينة وطنه العتيقة فى لجة موج عاصف، ريح صرصر عاتية، ممسكًا بدفة السفينة واثقًا من حول الله وقوته، وعزم شعبه وحضارته، وروح جيشه وعظمته، وعَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتى العَزائِمُ.
لو تعلمون، وسيأتى وقت، قريبًا جدًا، بعد أن تهدأ العاصفة الهوجاء، صبرًا حتى تضع الحرب أوزارها ستعلمون، كيف صمد الرجل شجاعًا، وكيف واجه هصورًا، وكيف رفض الإغراءات بإباء وشمم.
لو تعلمون حجم الإغراءات وكرامة الرفض، الكريم لا يُضام، وتحدث بلسان كل مصرى، بلسان مصرى مبين، رافضًا صفقة مسمومة طُبخت بليل، وقُدمت على طبق من فضة، ولكن من رفض ملك الإخوان وذهبهم يأنف الفضة، لأنه عزيز النفس تربى فى أكناف وطن عزيز، السيسى رجل مصرى، والمصرى يأكلها بدقة ولا سؤال اللئيم.