دعا المبعوث الخاص لرئيس روسيا الاتحادية إلى الشرق الأوسط ودول إفريقيا، نائب وزير الخارجية سعادة السيد ميخائيل بوغدانوف، إلى تشكيل آلية وساطة إقليمية لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها بوغدانوف في قمة القاهرة للسلام، التي عقدت بمبادرة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وأشاد بوغدانوف بمبادرة الرئيس السيسي، وأكد أن روسيا تأسف لاستمرار التصعيد في قطاع غزة، والذي أدى إلى مقتل وجرح الآلاف من المدنيين.
وأعرب عن دعم روسيا لحل الدولتين على أساس حدود عام 1967، مؤكداً أن هذا هو الحل الوحيد الممكن لتحقيق السلام الدائم في المنطقة.
وقال بوغدانوف: “أعتقد أن تشكيل آلية وساطة إقليمية أمر ضروري لدفع عملية السلام قدماً. يجب أن تكون هذه الآلية مفتوحة لجميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الدول العربية وإسرائيل. يجب أن تكون الآلية قادرة على تقديم أفكار جديدة وخلاقة لحل النزاع”.
وأعربت إسرائيل عن رفضها لدعوة روسيا إلى تشكيل آلية وساطة إقليمية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية إن “إسرائيل ملتزمة بالعمل مع الولايات المتحدة في إطار الرباعية الدولية للتوصل إلى حل سلمي للصراع. لا نرى أي دور لدول أخرى في هذا السياق”.
وتأتي دعوة روسيا إلى تشكيل آلية وساطة إقليمية لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي في سياق الجهود الإقليمية والدولية الرامية للتوصل إلى تسوية سلمية للصراع.
كلمة المبعوث الشخصي للرئيس بوتن السيد ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية في قمة القاهرة للسلام
يا فخامة الرئيس المحترم،
أيها السيدات والسادة المحترمين،
تشيد قيادة روسيا الإتحادية بمبادرة فخامة رئيس جمهورية مصر العربيةعبد الفتاح السيسي في عقد قمة السلام في القاهرة.
تؤدّي فورة العنف غير المسبوقة من حيث نطاقها في منطقة النزاع الفلسطيني الإسرائيلي الى زيادة كارثية في عدد الضحايا بين مدنيين من كلا الطرفين. مع ذلك فإن قطاع غزة يجد نفسه على شفير الهاوية الإنسانية. ونتعاطف من صميم القلب مع جميع المنكوبين ونعزّي أقارب وأهالي جميع الضحايا الذين يُحصى عددهم ألان بآلاف. واستجابت روسيا للازمة على الفور وأرسلت المساعدة الإنسانية إلى قطاع غزة.
تبذل الدبلوماسية الروسية الجهود المكثفة في سبيل خفض التصعيد. وقد أجرى فخامة رئيس روسيا الإتحادية فلاديمير بوتين مباحثات هاتفية مع قادة البلدان العربية وإيران وإسرائيل. وبعث معالي وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف رسائل عاجلة الى نظرائه في المنطقة.
وقد نقلنا إشارة واضحة إلى جميع الأطراف المعنية بضرورة وقف إطلاق النار العاجل وضمان الممرات الإنسانية من أجل تقديم المساعدة العاجلة إلى جميع المحتاجين.
وطرحنا مشروع القرار لمجلس الأمن للأمم المتحدة الذي يضم طلب تنفيذ الإجراءات العاجلة من شأنها وقف العنف وإطلاق سراح الرهائن الفوري والتفادي من الكارثة الإنسانية في قطاع غزة وإتساع نطاق النزاع الى مستوى المنطقة. وشاركت 30 دولة بما في ذلك 17 بلدًا عربيًا في صياغة المبادرة الروسية.
وللأسف بسبب الموقف المعارض للولايات المتحدة لم يستطع مجلس الأمنللأمم المتحدة أن يمارس واجبه الأساسي وهو ضمان السلم والأمن الدوليين. إن النتاج واضح – إستمرار التصعيد المثقّل بزيادة في عدد الضحايا بين مدنيين وتدمير البنية التحتية المدنية بما في ذلك مقتل مئات الأشخاص نتيجةقصف المستشفى الأهلي في غزة.
إضافةً إلى حل المشاكل العاجلة من شانها إنهاء دورة العنف الحالية علينا ألان أن نبدأ فورًا في عملية الإتفاق على إستراتيجية الخطوات المشتركة من أجل التسوية السياسية للنزاع وألتي كانت تتابعها سابقًا رباعية الوسطاء المتكوّنة من روسيا والولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
وأثبتت الأزمة الحالية من جديد أنه بدون تسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي العادلة مراعاةً لقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدةعلى أساس صيغة الدولتين المتفق عليها دوليًا سيبقى الاستقرار الاقليمي هدفًا لا يمكن تحقيقه. إن موقف روسيا كان و لا يزال مبدائيًا وثابتًا ويقتضي بضرورة تهيئة العملية التفاوضية المستدامة بناءً على الأسس التي وافقت عليها الأمم المتحدة والتي ستمهّد نتائجها طريقًا إلى إنشاء الدولة الفلسطينية ذاتسيادة في حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية والتي تتعايش في السلم والأمان مع إسرائيل.
إن هذا الهدف الأستراتيجي ليس سوى أمر إلزامي. لأنه أصبح من الواضح أن التدابير الملطفة والمسكنة والحوافز المادية وفكرة إقرار السلام الإقتصادي لن تحل القضية الفلسطينية. كما أنه من غير الممكن تجميد الصراع في وضع منخفض الحدة. يجب على الطرفين كسر حلقة العنف المفرغة والتخلي عن الخطوات الأحادية الجانب بما في ذلك الإستيلاء الاستيطاني على الأراضي الفلسطينية ونسف وضع المقدسات لمدينة القدس.
وأمامنا مهمة تشكيل آلية الوساطة الجماعية التي تفرد دورًا نشطًا لدول المنطقة. وتؤيّد ذلك النزعات الإيجابية الأخيرة في الشرق الأوسط وهي التطبيع السعودي الإيراني وإعادة إدماج سوريا في جامعة الدول العربية وتحسّن العلاقات التدريجي بين سوريا وتركيا. كل ذلك يدل على أنه عندما تتولى دول المنطقة زمام الأمور ولا تتعرض لضغوطات خارجية فإنها تحرز إنجازات كبيرةفي سبيل تحقيق الإستقرار في الشرق الأوسط.
إن المؤتمر الواسع التمثيل المنعقد في القاهرة يهدف إلى التفادي من نشوب نزاع عسكري دموي جديد في الشرق الأوسط. وكما قد صرّحه فخامة الرئيس فلاديمير بوتين فإن روسيا الإتحادية تحافظ في سياق التطورات الأخيرة على علاقات بناءة مع جميع الاطراف المعنية ومستعدة للمساهمة الكبيرة في تسويةالقضية الفلسطينية الإسرائيلية.
وشكراً لكم على إنتباهكم.