في حادثة وحشية جديدة، قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، مبنى تابع لكنيسة الروم الأرثوذكس في مدينة غزة، مما أسفر عن استشهاد 21 شخصًا، بينهم 10 أطفال، وإصابة العشرات.
كان المبنى يحتضن مئات المدنيين، من المسلمين والمسيحيين، الذين لجأوا إليه هربا من الاعتداءات الوحشية على سكان غزة الأبرياء.
ورغم بشاعة هذا الحادث، لم يحظ بالاهتمام الذي يستحقه من قبل الإعلام الغربي. فقد ذكرت بعض وسائل الإعلام الغربية هذا الخبر، لكن بشكل مقتضب، ولم تمنحه التغطية الإعلامية التي حظيت بها الأحداث الأخرى المتعلقة بالنزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
أسباب تجاهل الإعلام الغربي
هناك عدة أسباب محتملة لعدم اهتمام الإعلام الغربي بهذا الخبر. أحدها هو أن إسرائيل حليف وثيق للولايات المتحدة ودول غربية أخرى. وقد يؤدي تغطية قصف الكنيسة إلى إحراج هذه الدول، ولذلك قد يكون هناك تعمد في التقليل من أهمية هذا الخبر.
سبب آخر هو أن الإعلام الغربي يميل إلى إظهار إسرائيل في صورة الضحية في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. وقد يؤدي تغطية قصف الكنيسة إلى الكشف عن الوجه الحقيقي للاحتلال الإسرائيلي، وهو ما قد لا يرغب الإعلام الغربي في القيام به.
أخيرًا، قد يكون عدم اهتمام الإعلام الغربي بهذا الخبر بسبب طبيعته. فخبر قصف كنيسة مدنية هو خبر مأساوي، وقد لا يرغب الإعلام الغربي في تغطية مثل هذه الأخبار لأنها قد تثير ردود فعل عاطفية لدى المشاهدين.
تحيز الإعلام الغربي
عدم اهتمام الإعلام الغربي بخبر قصف الكنيسة هو أمر مقلق. فهذا الخبر يكشف عن التحيز الواضح للإعلام الغربي ضد الفلسطينيين.
فإسرائيل دولة احتلال، وتقوم بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ورغم ذلك، فإن الإعلام الغربي يميل إلى تبرئة إسرائيل من هذه الانتهاكات، وتقديمها في صورة الضحية.
ندعو الإعلام الغربي إلى أن يكون أكثر موضوعية في تغطية الأحداث المتعلقة بالنزاع الإسرائيلي الفلسطيني. يجب أن يركز الإعلام الغربي على الضحايا المدنيين في هذا النزاع، وأن يسلط الضوء على جرائم الاحتلال الإسرائيلي. كما يجب أن يسعى الإعلام الغربي إلى فهم وجهة نظر الفلسطينيين، وأن يعطيهم صوتًا في تغطية هذا النزاع.
فإذا استمر الإعلام الغربي في تغطية الأحداث المتعلقة بالنزاع الإسرائيلي الفلسطيني بشكل متحيز، فإن ذلك سيساهم في استمرار هذا النزاع، وسيحرم الفلسطينيين من حقوقهم المشروعة.