أكد العقيد أركان حرب غريب عبد الحافظ المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة، أن جيل أكتوبر أعاد صياغة تاريخ العسكرية المصرية، فهذا الجيل قدم التضحيات وتدرب على مدار 6 سنوات من أجل استعادة الكرامة بعد حرب الاستنزاف الطويلة، وقبلها نكسة 1976 التي لم يختبر بها الجيش المصري، ولذلك هم تركوا تاريخا وميراث شاهدا لكل الأجيال الحالية والقادمة.
وأضاف العقيد أركان حرب غريب عبد الحافظ في تصريحات لإذاعة “راديو مصر” أن انتصار أكتوبر الخالد ما كان يكتب له النجاح دون مساندة جموع الشعب المصري للقوات المسلحة في فترة عصيبة جدا، من تاريخ هذا الوطن.
وأشار إلى أن الشعب المصري كان له دور مهم جدا في الوقوف خلف قواته المسلحة، وبذل كل ما يستطيع من أجل إعادة بناء قواته مرة ثانية، وهذه كانت ملحمة وطنية بطلها هو الشعب والجيش من أجل رفعت راية هذا الوطن، في فترة كانت صعبة للغاية.
وشدد العقيد أركان حرب غريب عبد الحافظ على أن انتصار أكتوبر وما شهده من المعارك عديدة، التي تحتاج وقت طويل للحديث عنها بداية من حرب الاستنزاف وحتى تحقيق النصر، وحتى قبل حرب الاستنزاف مثلما تم عرضه خلال الندوة التثقيفية من معركة “رأس العش” وما حدث خلالها والتي تعد بطولة منقطعة النظير، حيث أن سرية صاعقة بسلاح خفيف نجحوا في توقيف مدرعات العدو وتحقيق بها خسائر أدت إلى انسحابه وعدم تكرار ذلك مرة ثانية.
وأضاف أن تدمير أسطورة الجندي الذي لا يقهر كما أدعي وقتها كانت معجزة بكل المقاييس العسكرية في العالم، لأن تحقق بها أشياء، أهمها هي المفاجأة والتغير الذي طرأ على شخصية المقاتل المصري، مشيرا إلى أن المقاتل المصري طرأ عليه عدة تغييرات من 1967 وحتى 1973 سواء تدريبية أو معنوية أو توعوية.
وأشار إلى أنه عند دراسة ما حدث في حرب أكتوبر سنجد أن الفرد المقاتل تميز بأمرين هما خفة الحركة والسرعة الخاطفة، والتي أدت إلى تحقيق الأهداف في 6 ساعات مثلما ذكر الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
وأوضح أن النقطة الثانية هي الإعجاز، الذي تمثل في تحقيق المفاجأة رغم حشد القوات المصرية بطول الضفة الغربية للقناة، إضافة إلى عبور مانع صعب يشبه المستحيل واقتحام خط بارليف بكل حصونه المنيعة، والذي قيل عنه أنه من أقوى الخطوط الدفاعية في العالم، وأيضا إنشاء قوات الدفاع الجوي لحائط صواريخ معقد للغاية مع الضربة الجوية بمشاركة 220 طائرة مقاتلة في آن واحد حققت ودمرت 95% من أهدافها المخططة بنجاح، من هنا نستطيع القول أن المنتصر هو من استعاد أرضه كاملة دون انتقاص شبر واحد منها، والمنتصر فقط هو من فرض السلام دفاعا عن قضية عادلة.
وشدد على أنه لا سبيل للحفاظ على هذا النصر إلا بالاستعداد الدائم للحفاظ مكتسبات هذا الوطن، مشيرا إلى نصر أكتوبر علمنا أنه لا يوجد مستحيل طالما هناك “إرادة وطن” وهذا ما فطنت إليه القوات المسلحة فعملت على تعظيم قدراتها ونظم تسليحها، بما يتواكب مع أحدث النظم العسكرية في العالم.
وأضاف العقيد أركان حرب غريب عبد الحافظ، أن القوات المسلحة كان لديها رؤية واضحة بأن أي مكتسبات وجهود تنمية إضافة إلى تحقيق الأمن لن يكون إلا من خلال استراتيجية شاملة لتطوير قواتها، لذلك بدأت القوات المسلحة تلك الاستراتيجية من الفرد المقاتل لأنه هو الركيزة الأساسية لبناء جيش وطني قوي، مرورا بمواكبة التطور المتسارع في نظم أساليب القتال وتنوع مصادر التسليح، انتهاءً بامتلاك أحدث المقومات من العلوم والتكنولوجيا ونظم التسليح لدعم قدراتها القتالية والفنية، وهذا ما يجعلها قادرة على تنفيذ المهام المكلفة بها في تأمين حدود الدولة على كافة الاتجاهات الاستراتيجية، حفاظا على الأمن القومي المصري في ظل ما تفرضه الأحداث والمتغيرات على المستوى الإقليمي والدولي من تحديات.
وأوضح أن القوات المسلحة أولت اهتماما كبيرا بالتدريب القتالي ورفع الكفاءة، وهذا ما ظهر خلال التدريبات المشتركة مع الدول الصديقة والشقيقة طبقا لخطة مدروسة وموضوعة بعناية والتي كان آخرها تدريبات النجم الساطع.
وأضاف أن إجمالي التدريبات المشتركة والعابرة خلال عام 2022/2023 بلغ 34 تدريبا حتى الآن على كافة الاتجاهات الاستراتيجية للدولة رغم الظروف التي يمر بها العالم أجمع، مشيرا إلى وجود حرص شديد من الدول الصديقة والشقيقة على التدريبات مع مصر.
ولفت إلى أن كل الإجراءات التي قامت بها القوات المسلحة سواء من حيث التدريب أو التسليح هدفها ضمان الحفاظ على ناسبات هذا الشعب وتأمين الحدود بشكل جيد للغاية، وحماية الأمن القومي المصري.
وفي رسالة إلى الشعب المصري، أكد المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة، أن نصر أكتوبر ما كان ليتحقق إلا باصطفاف الشعب بكل فئاته على هدف واحد وهو الهدف القومي الذي تحقق في نصر أكتوبر وهو استعادة الأرض والكرامة، النقطة الثانية هو طمأنة الشعب بأن رجال القوات المسلحة يدركون جيدا كل ما تمر به المنطقة من متغيرات وتحديات ويقوموا بكل ما يتطلبه الأمر للحفاظ على أعلى درجات الاستعداد القتالي لتنفيذ كافة المهام على كافة الاتجاهات الاستراتيجية، متوجها لجموع الشعب المصري والأمة العربية بالتهنئة بهذه الذكرى العظيمة نصر أكتوبر.