في بداية عملي بعد التخرج، اشتغلت في مدرسة مع نفس المدرسين الذين كانوا يدرسونني في المرحلة الإعدادية والثانوية. وفي الحقيقة، كان هذا الأمر له مهابة كبيرة عندي.
طبعًا كنت أناديهم “ميس” فلانة أو “أستاذ” فلان. وهذه ليست مبالغة، بل هي الأمر الطبيعي. وكنت أتعامل معهم على أنهم معلميني وليس زملاء عمل.
أقول هذا لأن الواقع الحالي مؤسف جدًا في بعض الحالات، وإن كانت هذه ليست هي الحالة العامة. بعض الطلاب والطالبات لديهم كم من الجرأة في تعاملهم مع المدرسين والمدرسات، وقد يصل الأمر إلى تجاوز الحدود في المزاح أو الصوت العالي، بل أكثر من ذلك. يكفي أن نرى ما يحدث في امتحانات الشهادات، مثل امتحانات الإعدادية والثانوية.
بكل أسف، مضطرة أن أقول إن المعلم أصبح أقل الكيانات في وزارة التربية والتعليم، وأن مهبته لم تعد مثل زمان، وأن الكثير من أولياء الأمور لديهم اعتقاد أنه اشترى المدرس على حسابه، وأنه ليس من حقه أن يقول للطالب “تلت التلاتة كام”.
بالرغم من أن الوضع الحالي في منتهى السوء، سواء بالنسبة لكثافة الفصول أو الرواتب المتجمدة على أساسي 2014.
لم نقل أن الضرب شيء لطيف، ولكن حتى “التهويش” أصبح ممنوعًا. ممنوع أن يزعق المعلم للطالب مهما فعل، على الرغم من التدني الأخلاقي للكثير من الطلاب.
هذا أمر طبيعي، فأنتِ أو أنت في البيت مع اثنين أو ثلاثة من أولادك، وتصرخين وتشدقين من شعرهم، بل وارد جدًا أن تضربوهم.
فالتمسوا العذر للمدرسين ما داموا لم يتطاولوا على أولادكم، ولا تنظروا إليهم على أنهم بضاعة اشتريتموها لمجرد أنه يعطي ابنكم أو ابنتكم درسًا. هذه الدروس من وقتهم وصحتهم.
أعتقد أنه إذا أخذ المعلم قيمته الحقيقية وكرامته، فإن الكثير من الأمور ستتغير في المجتمع للأفضل.
كلمة للمعلمين
كل ما ستفعلونه من خير أو شر لن ينسى من الطلاب الذين تدرسونهم، حتى لو مر 100 عام.
أنا أتذكر العديد من المعلمين والمدرسات وتأثيرهم الطيب معي. وأتذكر أيضًا مدرسًا أزعجني مرة في المرحلة الابتدائية بطريقة غبية، وعلى الرغم من أنه رجع صالحني بعد ذلك بعد أن وجدني شاطرة جدًا معه، إلا أن جملته ما زالت وستظل في ذاكرتي، وللأسف، أنا لست مسمحته.
لا خير ينسى، ولا شر ينسى.
اتركوا بصمة طيبة في قلوب وعقول الطلاب، تجعلهم عندما يتذكرونكم يفرحون، لا يتكدرون.
كل سنة وأنا وكل المعلمين والمعلمات الأصغر والأكبر سنًا في حفظ ورعاية ربنا وبخير وسلام
#اليوم_العالمي_للمعلم