يسوؤك اللئيم المخاتل سيئ الطوية، بسؤال: وماذا تبقى من نصر أكتوبر بعد نصف قرن من الزمان؟!
تستفهم وتتعجب من كنه السؤال، مثل هؤلاء المتسائلين بالباطل منتشرون كالوباء فى الأرجاء، وليس فيهم رجاء، ولا يرجى منهم عدل، ألد الخصام.
الطابور الخامس الممسوس إخوانيًا يتغذى على الذاكرة السمكية الخاملة التى لا تعى حجم نصرها المبين، وعظمة جيشها العظيم، وعبورها عبر الغمام نحو الرفعة والرقي، وتحطيم أسطورة خط بارليف الذى قيل (إنه لا يقهر)، وقطع ذراع الطيران الإسرائيلى التى طالت واستطالت عربدة فى الأجواء العربية، ولجم القوة العسكرية الإسرائيلية المتضخمة بفعل آلتها الإعلامية الكذوب، لجمها جيش السمر الشداد فى حدودها لا تتخطاها، خشية المواجهة مع خير أجناد الأرض.
مثل هذه الزواحف الكئيبة التى تزحف على بطونها فى مستنقعات آسنة، وتبخ سمًا فى آنية الوطن الطاهرة، تسحق تحت بيادة جند مصر الذين قهروا الهزيمة، وأحالوها نصرًا، وكسروا طوق الاستحالة بإرادة صلبة وإيمان راسخ بالنصر، وكتبوا بدمائهم الزكية «الله أكبر» على علم النصر يرفرف على ضفة القناة.
أمثال هؤلاء المرجفين فى المدينة، لا شرف لهم، ولا خلاق ولا عهد ولا ميثاق، ولا اتفاق ولا اتساق مع أمثال هؤلاء مهما تدثروا فى عباءة التاريخ، ومهما ارتسموا مؤرخين أو ساسة مسيسين.
هم أولياء الشيطان، أعوان الشيطان الإسرائيلى الذى تذبحه ذكرى أكتوبر كل عام، وهو يشاهد جنوده فى صور بالأبيض والأسود أسرى فى طابور الذل والعار، صورة محفوظة فى تاريخ العسكرية المصرية، صورة للتاريخ، تدفع إسرائيل كل ما تملك من احتياطيات مليارية لتمحو هذه الصورة من الوجود.. ولكن هيهات محفوظة للتاريخ.. نصر وعزة وفخار يغيظ الفجار.
التاريخ لا يكذب ولا يتجمل، كان نصرًا عظيمًا.. الأفاعى والحيات التى ابتليت بهم الحياة السياسية المصرية والعربية على مر العقود الماضية، تستهدف نصر أكتوبر فى محاولات استخباراتية بائسة لإجهاضه، وحسنًا تحتفل القوات المسلحة بنصر أكتوبر كل عام، وهذا العام بمرور نصف قرن على النصر العظيم، وهذا من مرعيات القيادة العامة للقوات المسلحة التى تنهض سنويًا للاحتفال بالنصر العظيم.
فى «اليوبيل الذهبي» لنصر أكتوبر، مرور خمسين عامًا على أعظم انتصارات المصريين، يزداد الألق، وترتسم العظمة، وتنشر مذكرات وأفلام وصور النصر، لترسم صورة المشهد العظيم يوم السادس من أكتوبر، مشهد جيش وشعب طالعين لفجر جديد.. وما تيسر من سيرة قادة نصر أكتوبر العظام.. تراهم جميعًا فى صورة غرفة العمليات للذكرى الخالدة.
محاولات استلاب نصر أكتوبر عملت عليها أجهزة استخباراتية عتيدة، استخدمت جماعات منافقة، ومؤلفة قلوبهم، يحملون غلاً للذين آمنوا بالنصر، وينفقون على مخططهم الخبيث المستدام والمنهج المصنوع فى أقبية استخباراتية معادية إنفاق من لا يخشى الفقر، مليارات تنفق لاستلاب النصر من ذاكرة المصريين والعالم.
وذكر فالذكرى تنفع المصريين، صورة قميئة من صورة الاستلاب الفاشل، يوم ارتقى خونة الإخوان حكم مصر، واحتفل رئيسهم (الجاسوس على وطنه) بنصر لم يقربوه، ممنوع على الإخوان وأولادهم وأحفادهم على مر الزمان دخول الجيش، لا يقرب جيش مصر إخوانى خائن، أو مستبطن عمالة، الفرازة الوطنية فى القوات المسلحة لا تمرر سوى شرفاء هذا الوطن للالتحاق بجيش الوطن.
الخونة، من اغتالوا بطل النصر فى يوم النصر يحتفلون بالنصر ويشربون الأنخاب، واستحضروا قتلته (إخوان الزمر ومن على شاكلتهم من الإرهابيين) فى منصة العرض الشاحب، فى عمدية لإشانة النصر، فكتب الحمقى نهايتهم الأليمة، من يستلب تضحيات ودماء الشهداء يخون القضية، والإخوان خونة خوان كما وصفهم طيب الذكر «عباس محمود العقاد» قبل قرن من الزمان.
وعلى نهجهم نفر مندس بين الصفوف، يتمنطق بحزام الخيانة الوطنية، من تحت حزام العفة السياسية، ويحكى كلامًا مرسلاً يشوش به عقول السابلة فى الأزقة والحوارى المزنوقة على طريقة إنها «حرب تحريك لا حرب تحرير»، والأرض السليبة تعود لأصحابها وترد عليهم صفعًا تاريخيًا.
إزاء حكى سياسى بغيض يستهدف قادة النصر، حكى ليس بعيد عن حكى الموساد (المخابرات الإسرائيلية)، وتروجه منصات الإخوان العقورة، يستهدف سيرة قادة أكتوبر العظام (الحملة الإسرائيلية على البطل المصرى أشرف مروان نموذج ومثال، يستهدفونه كل عام بكتاب وفيلم ومسلسل وحكى كذوب).
حكيًا مثله وأقذر استهدف أخيرًا المشير التاريخى «محمد حسين طنطاوى» بطل معركة «المزرعة الصينية الشهيرة»، ويرجع سبب تسميتها بـ«المزرعة الصينية» إلى أن المنطقة كانت فى مزارع تجارب يابانية فى سيناء، لكن عندما وجد الجنود الإسرائيليون أدوات ومعدات مكتوبًا عليها باللغة اليابانية ظنوا أنها صينية ومن هنا أتى الاسم، وجرت المعركة بين لواء مشاة ميكانيكى للجيش المصرى وفرقتين مدرعتين مع كتيبة مظلات للجيش الإسرائيلى.
شارك المشير طنطاوى فى معركة «المزرعة الصينية» برتبة مقدم، حيث قرر وقف إطلاق النار تمامًا لإغراء قوات العدو الإسرائيلى على التقدم عبر المنطقة الواقعة بين الجيش الثانى والجيش الثالث الميدانيين على الضفة الشرقية لقناة السويس، وبالفعل تقدمت القوات حتى أصبحت فى مرمى نيران القوات المصرية، ولا يمكن أن تخطئها أى رصاصة حتى من بندقية صغيرة، وفور تقدمها حاصرها طنطاوى بقواته لدرجة أن إيريل شارون فقد 60 دبابة، فى قتال متلاحم، ماسورة دبابة فى عين ماسورة دبابة، وجنازير متلاحم بجنزير.. ما بال خراف الإخوان بنصر أكتوبر العظيم؟!
وتقرأ فى مواقع الإخوان النجسة حكيًا ينصر المقبور شارون على المحارب العظيم طنطاوى، والأخير هو من دمر آليات شارون وأفقده صوابه العسكرى، حتى رحيله يشهد شارون بشجاعة طنطاوى ورجاله.
عطفًا، المشير طنطاوى هو من أنقذ البلاد من براثن حكم الإخوان، وسلم البلاد إلى تلميذه النجيب الرئيس «عبدالفتاح السيسي» ليقودها من نصر أكتوبر إلى نصر الجمهورية الجديدة متسلحًا بروح انتصارية، قبس من نور أكتوبر الذى أضاء وجه مصر الصبوح.. وحلمه مصر قد الدنيا..
حملة الهجوم على المشير الراحل طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته جزاء وفاقًا على إخلاصه لوطنه وشعبه، تستهدف الرئيس السيسى، بالضرورة، ولا تبتعد عن محاولات رخيصة للنيل من نصر أكتوبر وقادته العظام، نفس محاولات فاشلة للنيل من نصر أكتوبر بالنيل من منجز الرئيس «محمد أنورالسادات» بطل الحرب والسلام بثأرية تاريخية عقور، لا تزال معتملة فى نفوس مريضة.
نفسها بالكربون محاولة استلاب دور الرئيس «محمد حسنى مبارك» فى نصر أكتوبر على أرضية سياسية انتقاصًا من منجز الضربة الجوية التى فتحت الطريق سالكًا للنصر.. ويحتفل نصر أكتوبر معركة المنصورة الجوية فى 14 أكتوبر 1973 حين حاول طيران العدو الإسرائيلى تدمير القواعد الجوية الرئيسية بدلتا النيل فى طنطا والمنصورة والصالحية فتصدت الطائرات المصرية.
وكان هذا أكبر هجوم جوى تشنه إسرائيل ضمن سلسلة من الهجمات الجوية التى استهدفت المطارات المصرية بقوة قُدرت بحوالى 120 طائرة إسرائيلية، وقد انتهت المعركة بفشل الطائرات الإسرائيلية فى تحقيق أهدافها من الهجوم وانسحابها.
وتُصنف معركة المنصورة الجوية ضمن أكبر المعارك الجوية من حيث عدد الطائرات المشاركة وأطولها من حيث الفترة الزمنية المُقدرة بنحو 53 دقيقة.
سجلات من الفخار، القادة العظام عناوين النصر، لذا تكثر الاستلابات لأدوار قادة عظام خططوا وشاركوا فى نصر عظيم لا يزال حيًا فى الذاكرة الوطنية. مواجهة الاستلاب العقلى لأجيال لم تعش أيام العز والمجد والفخار، بدوام الاحتفال بالنصر وعناوين النصر وقادة النصر وجنود النصر.. ومن نصر إلى نصر فى حب مصر.