ألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطابًا في موسكو يوم الخميس، أكد فيه رؤية روسيا لعالم ما بعد الحرب في أوكرانيا.
وقال بوتين إن العالم يواجه “مهمة بناء عالم جديد” وأن روسيا مستعدة للعب دور نشط في هذا البناء.
وشدد بوتين على أن روسيا لن تسمح للغرب بفرض “النظام العالمي الجديد” الخاص به، والذي وصفه بأنه “نظام قائم على الهيمنة والاستغلال”.
ودافع بوتين عن قرار روسيا غزو أوكرانيا، قائلاً إن ذلك كان ضروريًا لحماية الأمن القومي الروسي.
كما اتهم بوتين الغرب بمحاولة “تدمير روسيا” من خلال العقوبات الاقتصادية.
وفيما يلي أبرز تصريحات الرئيس بوتين في خطابه:
نحن الآن أمام مهمة بناء عالم جديد. العالم القديم، الذي كان قائمًا على الهيمنة الغربية، قد انهار. والآن نحتاج إلى بناء نظام جديد قائم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
أخطأت بعض الدول بعد انهيار الاتحاد السوفييتي في اعتبار استعداد روسيا للتفاعل البناء بمثابة الخضوع. كان واضحًا لروسيا منذ البداية أن محاولات بعض الدول فرض الاحتكار محكوم عليها بالفشل.
تاريخ الغرب هو تاريخ التوسع، وكان نفوذهم يعتمد على نهب المستعمرات والعالم كله. الغرب يحتاج دائمًا إلى عدو، والقتال ضده يمكن أن يفسر التوسع.
هناك العديد من الحضارات في العالم، وليس هناك واحدة منها أفضل أو أسوأ من الأخرى، فهما متساويان.
تشكلت روسيا كدولة ذات ثقافات مختلفة، فلا يمكن جمع حضارتها على قاسم واحد ولا تقسيمها.
الإنسانية لا تتجه نحو التشرذم ومواجهة كتل جديدة وعولمة جديدة، بل نحو تضافر الدول.
تحاول روسيا دائمًا طرح أفكار تراعي مصالح الجميع، لكن الغرب يريد الدفع بمصالحه هنا والآن بأي ثمن.
يجب منع فرض القواعد الأجنبية على أي بلد أو شعب.
تريد روسيا أن تعيش في عالم مفتوح، حيث سيكون هناك تنوع ولن يقيم أحد حواجز مصطنعة.
لا بد من تحرير العالم من نهج التكتل والإرث الاستعماري.
إن محاولات بعض الدول للحد من حصول الآخرين على فوائد التنمية الحديثة هي عمل عدواني.
إن تصرفات روسيا الاتحادية في دونباس تمليها في المقام الأول مصالح حماية الناس.
تدافع روسيا عن تقاليدها وثقافتها وشعبها في عملية خاصة، لكن من غير الواضح ما هي الحضارة التي يدافع عنها العدو.
المستوى المعيشي للأوروبيين آخذ في الانخفاض، ووضع الإنتاج “إن لم يكن كارثة” فهو صعب للغاية.
تزود روسيا نفسها بشكل كامل بأنواع الطعام الأساسية.
تتمتع روسيا بوضع اقتصادي مستقر ومستقر بشكل عام، وتم التغلب على جميع المشاكل الناجمة عن العقوبات.
في روسيا، على الرغم من زيادة الإنفاق الدفاعي والأمني، لم يستبدلوا “الزبدة بالبنادق”، ويتم الوفاء بجميع الالتزامات الاجتماعية.
روسيا تعرض على أرمينيا منذ 15 عاماً التسوية وإعادة 5 أراضي من كاراباخ إلى أذربيجان والاحتفاظ بمنطقتين لنفسها، لكنهم رفضوا.
خطاب الرئيس بوتين يعكس رؤية روسيا للعالم بعد الحرب في أوكرانيا. تسعى روسيا إلى بناء نظام عالمي جديد قائم على التعددية والاحترام المتبادل. كما ترفض روسيا الهيمنة الغربية وتسعى إلى لعب دور نشط في العالم.
من المرجح أن يثير خطاب بوتين ردود فعل متباينة من الدول الغربية. قد يرى البعض أنه تحدٍ للنظام العالمي القائم، بينما قد يرى البعض الآخر أنه تعبير عن مخاوف مشروعة لروسيا.
من المهم ملاحظة أن خطاب بوتين لم يقدم تفاصيل محددة عن كيفية تحقيق روسيا لرؤيتها لعالم جديد. ومع ذلك، فإن الخطاب يشير إلى أن روسيا مستعدة للعب دور نشط في تشكيل هذا العالم.