حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 من أهم الأحداث في تاريخ مصر الحديث، حيث استطاعت خلالها قواتنا المسلحة عبور قناة السويس وتدمير خط بارليف المنيع، والتقدم في عمق سيناء، وتحرير أجزاء كبيرة منها. وقد كان للأقباط دورًا بارزًا في هذه الحرب، حيث ساهموا في جميع مراحلها، من التخطيط والإعداد إلى التنفيذ والمشاركة في المعارك.
جهود التعبئة الشعبية
شارك الأقباط في جهود التعبئة الشعبية، حيث ساهموا في جمع التبرعات والمتطوعين.
فقد وثقت العديد من الكتب والمقالات والأبحاث هذه الجهود، ومن أبرزها:
كتاب “حرب أكتوبر، ملحمة النصر” لمحمد حسنين هيكل: يتناول الكتاب تفاصيل الحرب من الناحية العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويشير إلى أن الأقباط ساهموا في جمع أكثر من 100 مليون جنيه مصري، وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت، وتم استخدام هذه الأموال في شراء المعدات العسكرية واللوازم اللوجستية اللازمة للحرب.
وهناك بحث “عن دور الأقباط في حرب أكتوبر” للدكتور إسماعيل عبد الغفار: يتناول البحث دور الأقباط في الحرب من الناحية العسكرية والسياسية والاجتماعية، ويشير إلى أن عدد الأقباط الذين تطوعوا للانضمام إلى القوات المسلحة المصرية بلغ أكثر من 20 ألف جندي.
وايضاً مقال “أقباط مصر في حرب أكتوبر” لمجلة الأهرام العربي: يتناول المقال دور الأقباط في الحرب من الناحية العسكرية والسياسية والاجتماعية، ويشير إلى أن الأقباط ساهموا في إخلاء السكان من المناطق المستهدفة بالهجمات الإسرائيلية، كما ساهموا في تقديم المساعدات الإنسانية لهم.
أمثلة محددة
في مجال جمع التبرعات، ساهمت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في جمع أكثر من 100 مليون جنيه مصري، وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت. وقد تم استخدام هذه الأموال في شراء المعدات العسكرية واللوازم اللوجستية اللازمة للحرب.
في مجال التطوع في القوات المسلحة، بلغ عدد الأقباط الذين تطوعوا للانضمام إلى القوات المسلحة المصرية أكثر من 20 ألف جندي. وقد قاتل هؤلاء الجنود جنبًا إلى جنب مع زملائهم المسلمين، وساهموا في تحقيق النصر العظيم.
في مجال إخلاء السكان، ساعد الأقباط في إخلاء المدنيين من المناطق المستهدفة بالهجمات الإسرائيلية، كما ساهموا في تقديم المساعدات الإنسانية لهم. وقد عمل الأقباط تحت القصف الإسرائيلي لإخلاء المدنيين، وقد ساهمت جهودهم في إنقاذ حياة آلاف المدنيين.
في مجال تقديم الخدمات الطبية والإنسانية للجنود، واستشهد مئات الاطباء الأقباط اثناء في تقديم الرعاية الطبية للجنود المصابين، كما ساهموا في تقديم المساعدات الإنسانية لهم.
وقد عمل الأقباط في المستشفيات الميدانية والمراكز الطبية لمساعدة الجنود المصابين، وقد ساهمت جهودهم في إنقاذ حياة آلاف الجنود.
نتائج دور الأقباط
كان لحرب أكتوبر نتائج مهمة، من أهمها:
ساهم دور الأقباط في تحرير جزء كبير من سيناء من الاحتلال الإسرائيلي.
أثبت الأقباط مجددًا ولائهم للوطن واستعدادهم للتضحية من أجله.
ساهم دور الأقباط في تعزيز روح الوطنية المصرية ووحدة الشعب المصري.
وأرى دور الأقباط في حرب أكتوبر نموذجًا يحتذى به في التضحية والوطنية. وقد أثبت الأقباط أنهم شركاء في الوطن، وأنهم مستعدون للتضحية من أجله.