نتابع الاخبار التى تحدث والتى تفيد بوجود مرشحين من اتجاهات سياسية مختلفة أمر محمود، ولكن وجود قبطي في الانتخابات الرئاسية هو الأمر الجديد.
عندما يكون هناك قبطي في هذه الانتخابات، لن نقول للعالم شيئًا، بل سنريهم حضارة السبعة آلاف عام دون كلام إنشائي وخطب عصماء أو تبويس اللحى.
سنقول للعالم: قف على أصابعك وشاهد مصر تتغير بشكل حقيقي.
هل تذكرون ذلك الشيخ السلفي في عهد الإخوان عندما قال للاقباط: “اللي مش عاجبه يجهز شنطته ويسافر كندا”؟ سيكون ذلك ردًا عمليًا.
لقد دفع الأقباط ثمنًا كبيرًا في ثورة 30 يونيو، حيث أحرقت كنائسهم ومتاجرهم ومنازلهم، وشهادة لله، لم يتأخر الرئيس السيسي عن محاولة تعويض الأقباط، ولكن وجود مرشح قبطي في الانتخابات هو رد قوي على هؤلاء.
الدستور والقانون لا يمنعان قبطيًا من الترشح للرئاسة، ولكن تبقى الرغبة الحقيقية لدى الدوائر السياسية في ترشيح قبطي، وأقول: لا تذهبوا إلى العجائز الذين اكتفوا بالجلوس ومراقبة المشهد بهدوء.
لماذا لا ترشح الدوائر السياسية شابًا قبطيًا، أو في منتصف العمر، ولا تذهبوا إلى من تخطوا السبعين، ويحاولون الاستمتاع بهدوء في بقية حياتهم؟
أنا شخصيًا أطالب الرئيس السيسي بنفسه بخلق جو ديمقراطي يكون فيه القبطي مرشحًا وليس ناخبا فقط، وقتها سنرد الصاع صاعين للأمريكان الذين أسقطوا مصر في حجز الإخوان في أيام 25 يناير، سنقول لهم: “أسقطتم مصر من أجل عملائكم الإخوان ، ولكن مصر ٣٠ يونيو ترشح قبطيا وترسخ المواطنة بشكل حقيقي”.
ماذا تتوقع عزيزي القارئ، ماذا سيكون رد الامريكان وعملائهم من التيارات الدينية ؟، اعتقد أن اوباما سيعض على اصابعه بعد ان صرف مليارات لانجاح تيار الاخوان ولكنهم فشلوا، وبعدها بسنوات ترشح قبطي.
وماذا ايضا عن نظرة العالم إلينا بعد ترشيح قبطي لانتخابات الرئاسة؟ وقتها ستنال دوائرنا السياسية جزاءًا طيبًا ، ندرك جيدا أن العالم يراقب ما يحدث في مصر عن كثب.
نحن في انتظار كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخيرة، ولن نسمع من أحد غيره: لماذا لم يترشح قبطي لانتخابات الرئاسة؟
عادل فخري دانيال
سياسي مصري