لعب البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية دورا مهم جدا فى حرب اكتوبر ١٩٧٣ ، واكتب اليوم للشباب الصغير الذي لا يعرف ولم يسمع من قبل عن دوره فى هذه الحرب الاستثنائية.
دور المقاتل
لم يكن نظير جيد، شاب عادي بل دخل الخدمة العسكرية ضابطاً برتبة ملازم ثم ملازم أول، وكان يحبه جنوده الذي كان يهتم بهم ويغط معهم اثناء صوم شهر رمضان.
اسقف فى مواجهة إسرائيل
عندما اصبح الانبا شنودة اسقفا للتعليم بعد هزيمة ٥ يونيو ١٩٦٧ ، الف كتابا عن رأى المسيحية فى اسرائيل، رفض البابا شنودة وجودها وقدم الادلة من الكتاب المقدس، وسخر منهم فى احد احاديثة بقوله ” تحول شعب بنى اسرائيل من شعب الله المختار لشعب الله المحتار “. دحض خلالها فكرة أن “إسرائيل هي شعب الله المختار”، مشددًا على أنها لا أساس لها حاليا من الصحة.
النكسة وهزيمة ٥ يونيو
لم تكن انكسارا ٥ يونيو على الشاعر الوفود الكبير، نظير جيد قبل الرهبة، والاسقف المقاوم لاسرائيل بعد ان صار اسقفا للتعليم ، بل كانت جرح روحى عظيم له، فهو يرى ان اسرائيل حلم دينى انتهى بميلاد السيد المسيح ، وبالتالي اصبحت افكارهم جزء من الماضي .
مقال للجنود والشعب
خرج الانبا شنودة يكتب للجنود وللشعب المصرى : “إننا لا نخوض حربا عدوانية ولا نعتدى على أملاك أحد، بل إننا نحارب داخل أراضينا، دفاعا عنها، لهذا فإن بلادنا تحارب بضمير مستريح، وبقلب نقى، بل إنها كسبت إلى جوارها ضمير العالم، غير المتحيز، المحب للعدل”.
دعم حرب الاستنزاف
لم يكتفي البابا بالتوعية الدينية، بل انه لعب دورًا وطنيًا بارزًا خلال حرب الاستنزاف، التي دارت بين مصر وإسرائيل من عام 1967 إلى عام 1973، ساند جيشنا الوطنى، ومثل صخرة قوية تصدى للحرب النفسية التى كانت تشن علي وحدة المصريين ، ودعاهم الى الصبر والثبات فى مواجهة العدو الاسرائيلي.
اكثر من ثلاثين زيارة للجبهه
زار البابا الجبهه مرات عديدة وخاصة بعد تنصيبك بابا الاقباط، وقال عنه الاديب العالمى الراحل نجيب محفوظ: «البابا شنودة دائما رجل صلب، متفائل، شديد الذكاء.. مصرى عميق الأصل، عربى الوجدان والتوجهات.. إنسانى النزعة عالمى الأفق”.
و لم تنشر الصحف هذه الزيارات لاسباب تخص الحرب وسريتها، وكان يلقي الخطب والعظات التي تحث الجنود على الصبر والثبات في مواجهة العدوان الإسرائيلي. وظل طول الاستعداد للحرب يرسل الرسائل إلى الجنود علي الجبهة، يعبر لهم عن تقديره لجهودهم، ويدعو الله أن يحفظهم وينصرهم.
فرحة لم تكتمل
فى ١٩٧١ اختارت العناية الالهيه البابا شنودة بابًا الكنيسة القبطية، ولم يفرح الاقباط لتنصيبه، وكانت هناك غصه فى حلق الاقباط في مصر والمهجر .
الدعم المادي للجيش:
جمع التبرعات من الاقباط فى الداخل ، وشارك اقباط المهجر فى محنة وطنهم الان وجمعوا التبرعات وراحو يكتبون فى الصحف دفاعا عن مصر، وقدمت هذه التبرعات البابا شنودة الذي نقلها للجيش .
التعبئة الوطنية:
خلال فترة الاستعداد للحرب، حرص البابا شنودة على دعم الشعب، ورفع روحه المعنوية. ودعا المصريين إلى الوحدة والتضامن في مواجهة العدوان الإسرائيلي.
وفي عام 1973، أصدر البابا شنودة بيانًا دعا فيه الشعب المصري إلى الوحدة والتضامن في مواجهة العدوان الإسرائيلي.
زيارة الدول العربية والأجنبية:
قام البابا شنودة بزيارة العديد من الدول العربية والأجنبية، والتقى بزعماء العالم، وشرح لهم موقف مصر من الصراع العربي الإسرائيلي.
ودافع عن حق مصر مواجهة الاحتلال الإسرائيلي لارضها وفند الاكاذيب الاعلامية الاسرائيلية التى خرجت العالم تتدعي ان سيناء فى الاصل كانت ارض مخصصه لهم ، وفند البابا كذبهم من خلال الكتاب المقدس.
وقال لهم ودون ذلك فى مقالات : “إن سيناء لم تكن يوما موطنا لإسرائيل، بل كانت على العكس، أرض متاهة ومكان تأديب، فعندما خرج بنو إسرائيل من مصر، يقول الكتاب المقدس إن الله شاء أن يتيهوا في برّية سيناء، وقضوا 40 سنة، حتى مات كل المتمرّدين والعصاة، ولم يبق من بني إسرائيل سوى اثنين، فأرض سيناء هي التي شهدت العجل الذهبي الذي صنعه بنو إسرائيل، وسجدوا له، وقدّموا له الذبائح، وهكذا نجّسوا الصحراء النقية بعبادة الأوثان، وأرض سيناء شهدت تذمّر بني إسرائيل على الله من أجل الطعام والشراب، وبكوا، وقالوا من يطعمنا لحما؟ بل تمرّدوا على موسى وهارون، وأرادوا أن يرجموهما في سيناء”.
يوم الحرب
كان البابا صائما فى هذا التوقيت كعادته اليوميه، وما ان سمع بالعبور حتى طلب من المحيطين به اقامة قداس في الكاتدرائية اطلقت علية الصحف وقتها ” قداس النصر “
ودعا الله أن ينصر الجيش، وطالب يومها الشعب المصري ان يدعو للجيش في المعركة.
تقدير الجيش للبابا شنودة
أثنى ابطال الجيش على دوره في الحرب باعتباره أحد أهم الداعمين. وفي عام 1974، منحه الجيش وسام نجمة الشرف، تقديرًا لدوره الكبير في الحرب.
وقال عنه القاده ، البابا شنودة له دور استثنائيًا في نصر أكتوبر 1973 كان، وساهم بشكل كبير في تحقيق النصر. لمسنا منه أنه شخصية وطنية عظيمة، دافع عن وطنه وشعبه بكل ما أوتي من قوة.
تقدير الشعب المصري له
حظي البابا شنودة بتقدير كبير من الشعب المصري لدوره في حرب أكتوبر، ونظروا اليه كقائد روحي يوحدهم في مواجهة العدوان الإسرائيلي.
تقدير العالم له:
حظي البابا شنودة أيضًا بتقدير كبير من العالم لدوره في حرب أكتوبر. وأشاد العديد من القادة السياسيين والزعماء ورؤساء الحكومات والشخصيات الدينية، واعتبروه أحد أهم العوامل التي ساهمت في تحقيق النصر في الحرب.