في ذكرى اختياره رئيسا للتحرير خلفا للدكتور محمد السيد سعيد، تذكر الصحفي خالد البلشي نقيب الصحفيين الحالي ، ذلك اليوم الذي كان فيه يبلغ من العمر 36 عاما فقط، وكان اختياره مفاجئا للكثيرين، لكنه كان أيضا تأكيدا على قدراته وإمكاناته.
كان الدكتور محمد السيد سعيد قد أصيب بمرض السرطان، وكان يحتاج إلى السفر إلى الخارج لتلقي العلاج. خلال فترة علاجه، كان البلشي يتابع العمل في الجريدة بصحبة فريق كبير من الزملاء الموهوبين. ومع تدهور حالة الدكتور سعيد، بدأ الحديث عن ضرورة اختيار خلف له.
كان البلشي مصرا على أن يحتفظ الدكتور سعيد بمنصبه، على أمل عودته من رحلة العلاج. وفي النهاية، تم الاتفاق على أن يستمر اسم الدكتور سعيد رئيسا للتحرير، ويتم وضع اسم البلشي رئيسا للتحرير التنفيذي.
في اليوم التالي، حضر الدكتور سعيد إلى الجريدة وطلب الاجتماع مع جميع المحررين في غرفة الأخبار. أعلن الدكتور سعيد للجميع أنه اختار الرحيل وأنه اختار البلشي ليحل محله.
كان هذا القرار مفاجئا للبلشي، الذي لم يكن يتوقعه. شعر بالارتباك والخوف، لكنه كان أيضا ممتنًا لثقته في قدراته.
البلشي: كنت أقف بجوار الدكتور وقت إعلان الخبر، والذي جاء على غير ما تم الاتفاق عليه، فألجمتني المفاجأة لألوذ بالصمت، ووجدتني اتراجع حتى لامس ظهري الحائط وبدأت الدموع تنهمر بلا توقف، بينما يتنازعني خاطران أولهما يتعلق بهذا الرجل العظيم ومدى التزامه بما يراه، وثانيهما بالورطة الكبيرة والتجربة الثقيلة التي ألقيت على كاهلي، ولم يكن من بد أمامي إلا إثبات أنني وجيلي جديرون بهذا الاختيار.
تولى البلشي رئاسة تحرير جريدة “البديل اليومية” في عام 2008، وكان عمره 36 عاما فقط. كان اختياره تحديا كبيرا، لكنه أثبت أنه رجل قادر على تحمل المسؤولية.
البلشي: في ذكرى اختياري رئيسا للتحرير، أتذكر الدكتور محمد السيد سعيد، الذي كان له دور كبير في حياتي المهنية. كما أتذكر جميع أساتذتي الذين علموني وساعدوه على النمو كصحفي.
الى نص التدوينة الخاصة بنقيب الصحفيين:
في مثل هذا اليوم عام 2008 أسندت ظهري على أحد حوائط جريدة البديل اليومية وانفجرت في بكاء حار، كان السبب هو اختياري رئيسا للتحرير خلفا للدكتور محمد السيد سعيد.
كان مرض السرطان قد نال من الدكتور ، ويحتاج إلى السفر للخارج لاتمام علاجه، بينما كنت خلال فترة علاجه بالداخل أتابع العمل بصحبة فريق كبير من الزملاء الموهوبين، وأمام تدهور حالته، بدأ الحديث عن ضرورة التخفف من اعباء المنصب، عندما تم استطلاع رأيي كنت مصرا على أن يحتفظ الدكتور محمد السيد سعيد بمنصبه كرئيس للتحرير على أمل عودته من رحلة العلاج، وأن يستمر الوضع على ما هو عليه، وفي النهاية تم الاتفاق أن يستمر أسمه رئيسا للتحرير، ويتم وضع أسمي لمقتضيات قانونية وعملية كرئيس تحرير تنفيذي، بحيث أتحمل المسئولية عما ينشر طوال فترة غيابه، وكان هذا هو الحل الذي تم الاستقرار عليه حتى اليوم السابق مباشرة 28 سبتمبر 2008.
في اليوم التالي .. كانت المفاجأة أن الدكتور حضر للجريدة وطلب الاجتماع مع كل المحررين في غرفة الاخبار معلنا للجميع، أنه اختار الرحيل وأنه اختارني لأكون مكانه، وعلمت فيما بعد أنه قال في جلسات داخلية عندما تم التشاور حول الموضوع، أنه لا يجد خير مني للقيام بهذا الدور، وأنني من وجهة نظره، ورغم صغر سني – 36 عاما – طبقا لما أثاره البعض – الأحق بذلك، وأن هذه هي الفرصة لتأكيد وجهة نظره وترك مقعده أمام جيل جديد رأى أنه قادر على التصدي للمهمة.
كنت أقف بجوار الدكتور وقت إعلان الخبر، والذي جاء على غير ما تم الاتفاق عليه، فألجمتني المفاجأة لألوذ بالصمت، ووجدتني اتراجع حتى لامس ظهري الحائط وبدأت الدموع تنهمر بلا توقف، بينما يتنازعني خاطران أولهما يتعلق بهذا الرجل العظيم ومدى التزامه بما يراه، وثانيهما بالورطة الكبيرة والتجربة الثقيلة التي ألقيت على كاهلي، ولم يكن من بد أمامي إلا إثبات أنني وجيلي جديرون بهذا الاختيار.
اللهم ارحم الدكتور محمد السيد سعيد، وارحم أساتذتي وارحم أستاذي الأكبر حسين عبد الرازق الذي فتح أمامي صغيرا غريرا أبواب العمل الصحفي على مصراعيه وارحم كل من علمونا من جيل الأساتذة الكبار الراحلين. واسبغ علينا وعلى الأجيال الجديدة فضل وعلم من لازالوا يحملون لواء الفضل بيننا والقابضين على الجمر من أساتذتنا الحاليين .