شهدنا خلال الثلاثة أيام الماضية فشل أحمد طنطاوي في جمع توكيلات لترشيحه لانتخابات رئاسة الجمهورية القادمة، وخرج هو بذات نفسه ليعلن للعالم أنه وقف حملته الانتخابية لعدم تمكنه من جمع أكثر من توكيلين فقط.
أسباب امتناع المصريين معروفة للجميع، وأنا على دراية بها ومعظم المصريين يعرفون الأسباب الواضحة، بمن فيها اعتقادنا أن أحمد طنطاوي يتبع توجيهات التنظيم، وخاصة تلك الأسباب التي ذكرتها في مقال سابق، ولم يرد عليها طنطاوي.
وهناك سبب آخر، وهو أن أسلوب وطريقة أداء أحمد طنطاوي يؤكدان على عدم تعلمه حتى الآن أساسيات الخطاب السياسي المناسب لمرشح بحجم منصب رئاسة مصر.
طوال الوقت نسمعه يدعي المظلومية والقهر، وهذا الأمر سبب فقدان الناس الثقة فيه، يعني بالعامية “إذا كان غير قادر على الحصول على حقه الشخصي، كيف سيحقق حق البلد؟”
وأيضًا في خطاباته، ليس لديه شخصية ملهمة أو قادرة على التأثير، ولا يحظى بأهمية بالنسبة للناس، فهو نائب لم يستطع الفوز في دائرته ويحاول مكايدة النظام السياسي.
أمامنا نموذج فريد زهران، المرشح المثقف الذي يدرك متى يتحدث وكيف يتحدث ومتى يصمت، وهو رئيس حزب لم يدع المظلومية. لذلك، تجد زهران المثقف يدير حملته ببراعة، سواء نجح في جمع التوكيلات أو لم يحالفه الحظ، لن تجده يتصرف مثل طنطاوي.
أعتقد أن جميلة إسماعيل تمثل حالة جديدة في المجتمع المصري، فوجود امرأة في غمار الانتخابات المصرية يعتبر تدريبًا للناس على قبول وجود امرأة، وبالتالي سيكون الناس على استعداد لقبول فوز امرأة في المستقبل.
ترشح طنطاوي في هذه الانتخابات لم يقدم لنا جديدًا، بل كان ترشيح قبطي في هذه الانتخابات سيقدم جديدًا للعالم. إن مصر اختلفت ثقافيًا، وهناك تغيير حقيقي يشهده الانتخابات المصرية.
ولم يتوجه خطاب أحمد طنطاوي إلى الشارع، ولم يخاطب الفقراء أو الشباب أو النساء أو الأقباط أو المثقفين. بل ركز في حديثه على أصدقائه من نشطاء الفيسبوك، ومن خلفهم جماعة الإخوان المحظورة.
الأهم، أيها القارئ العزيز، أن مصر لديها بطل حقيقي ضحى بكل شيء من أجل إنقاذ مصر وإعادتها من يد حفنة من الأشرار. إنه البطل القومي الكبير عبد الفتاح السيسي.
هل تتوقع، يا سيدي، أن نترك رجلا يضع رقبته على يده من أجلنا، وفي الوقت نفسه نهتف “طنطاوي، طنطاوي” على مصر؟!
يا طنطاوي، لا تصدق نشطاء فيسبوك. لو تدار الانتخابات على هواهم، لكنا ذهبنا في ستين دقيقة، وروحنا في سكة لا تعود.
وفي نهاية مقالي، علينا أن نؤكد على دعوة كافة التنفيذيين أن يقفوا على مسافة واحدة من جميع المرشحين.”