غلاف الكتاب
صدر حديثًا كتاب جديد بعنوان “رسامو الرؤية المضاعفة: دراسة فنية حول تأثير الرؤية المضاعفة على الفن” للمؤلف الروماني جبرائيل توديكا.
يتناول الكتاب دراسة فنية حول مفهوم الرؤية المضاعفة، وهي حالة بصرية تتميز برؤية صورتين أو أكثر للشيء نفسه. يناقش الكتاب كيف يمكن أن تؤثر هذه الحالة على تجربة الفنان للعالم، وكيف يمكن أن تترجم إلى أعمال فنية فريدة.
يقدم الكتاب تحليلًا مفصلًا لأعمال العديد من الفنانين الذين استكشفوا مفهوم الرؤية المضاعفة، بما في ذلك خوان ميرود وجورج سورات وفيليكس فالوتون.
يخلص الكتاب إلى أن الرؤية المضاعفة يمكن أن تكون أداة قوية للفنانين لخلق أعمال فنية نابضة بالحياة وغنية بالتفاصيل. يمكن أن تساعد الفنانين على رؤية العالم بشكل جديد، وخلق أعمال فنية فريدة من نوعها.
يرصد المؤلف تجربته قائلاً: “عندما بدأت البحث عن الفن الثنائي، لم يقدم الإنترنت الكثير من الصور لهذا النوع من الرسم، ولكن مع مرور الوقت تضاعفت بحيث أصبح من الصعب جدًا اليوم التعرف على مؤلف الأعمال. يتطلب الأمر الكثير من التصميم للعثور على الشخص الذي صمم الصورة. في كثير من الأحيان يمكن أن يقع المرء في فخ تعريف الشخص الذي ينشر الصورة مع مؤلف العمل نفسه، وهذا خطأ كبير.
وهذا ما حدث لي في حالة فيكتور يونان، حيث اضطررت إلى إجراء العديد من عمليات البحث وإجراء مناقشات مختلفة حتى أتمكن من التعرف على هوية المؤلف وأعماله المثيرة للإعجاب. فنه يقترب كثيرًا من مجالات الفن التشكيلي الذي يتفوق فيه، ولكن فيكتور يتميز بأنه يرسم بثلاث مستويات:
أولًا، الكلاسيكية الموجهة نحو فن البورتريه والأيقونات.
ثانيًا، المزدوجة أو ثنائى الرواية أو الخداع البصرى ذات التمثيل المجسم.
ثالثًا، الرسم الساخر والرسوم التوضيحية للكتب.
يرى الكاتب أن فيكتور يونان هو فنان معقد ومرن في نفس الوقت، بل أنه قادر على التكيف مع التحديات الجديدة والمدارس الفنية الأخرى. ومع ذلك، أعتقد أن هذه المستويات من النهج الفني في الوقت الحالي تخبرك بما فيه الكفاية أنه فنان شامل سمحت له مهارته الفنية أن تسافر أعماله في مصر وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وكندا والقدس.
يروى المؤلف أن فيكتور يونان فنان علم نفسه بنفسه، لقد أحب الرسم منذ صغره وأتقنه بنفسه من خلال العمل في مرسم أخيه الأكبر هاني يونان الرسام الكنسي المعروف. وأشار المؤلف أن فيكتور يرسم لوحات الكنائس، ويقدم لهم الصورة الأيقونية الكلاسيكية أو في الصورة المذدوجة، ويعتبر في مصر من رواد هذا الأسلوب الفني. لقد كانت أعمال سلفادور دالي مصدر إلهامه.
قدم فيكتور أيقونات عديدة في القدس، ودير الأنبا أنطونيوس، ودير الأنبا شنودة، ودير الأنبا صموئيل المعترف، وفي العديد من الكنائس الأخرى وفي الفنادق القريبة من المعابد المصرية القديمة.
يرسم فيكتور يونان الشخصيات الواقعية الكتابية ويرسم أيقونات الرهبان والراهبات. ولا يمكن لأحد أن يتجاهل رسوماته في فن الكاريكاتير. وهو بلا شك يعتبر مدرسة حقيقية لأولئك الذين يرغبون في تعلم استخدام الألوان. حصل على العديد من الجوائز المهمة، واختير كأحد رواد فن الرسم المزدوج بعد أن أبهرت رسوماته الأطفال والكبار الذين شاهدوا أعماله.
فيكتور يونان عضو في العديد من الجمعيات الخيرية، يتطوع في تعليم الرسم للشباب والأطفال. ويسعى جاهدًا للبحث عن الموهوبين ويشجعهم. قبلت الكنيسة العديد من أعماله الفنية في الرسم الثنائي أو الرسم المذدوج في الكنيسة القبطية، وتفاجأ عندما وجد أن الجمهور لا يقبلها فقط، بل يعشقها أيضًا. ونتيجة لذلك، فإن معظم أعماله الثنائية هي في الواقع أيقونات، ومن الواضح أن موضوعها مستوحى من الكتاب المقدس بشكل عام.
تكشف رسوماته الثنائية وجه يسوع المسيح، ومريم العذراء، وأيضًا وجه العديد من الرهبان أو القديسين في الكنيسة القبطية. بعض الأعمال مبنية على شكل الفن المزدوج المقلوب، والبعض الآخر مبني على شكل تحولات بصرية.
رحلة العائلة المقدسة إلى مصر هي إحدى أشهر أعمال فيكتور يونان. إنها أيقونة مزدوجة تصور العائلة المقدسة وهي تهرب الي مصر. في الصورة، يمكن رؤية يوسف النجار وهو يقود الحمار الذي تحمل فيه مريم العذراء الطفل يسوع.
رحلة العائلة المقدسة إلى مصر” هي لوحة مستوحاة من روايات الأناجيل. عن العائلة المقدسة التى كان عليها أن تلجأ إلى مصر هربًا من اضطهاد هيرودس الملك الذي يقتل الأطفال ؛ عندما علم أن المولود في بيت لحم سيكون ملكًا.
تمثل أيقونة فيكتور يونان عن رحلة العائلة المقدسة؛ ان يوسف النجار قلقًا وهو ينظر إلى الخلف لانه يعلم بمطاردة له، ومريم العذراء تركب حمارًا وتحمل الطفل المقدس بين ذراعيها. ويظهر الهرم الموجود في الخلفية، على دخول مصر. ويظهر على يوسف الاهتمام بتوفير الحماية لمريم والطفل يسوع. العمل اتبع رواية الأناجيل، وتجسد الصورة تفاصيل كثيرة منها الحالة الذهنية التى يشعر بها إلا اللاجئ الفار بجلده من خطر يلاحقه.
فى صورة رحلة العائلة المقدسة تجد القلق يهيمن علي يوسف النجار، وحالة الرضا تظهر على السيدة العذراء بسبب توفر ملجئ امن. بشكل يمكن إدراكه.
وتظهر العاطفة من وجهة النظر الثيوصوفية، حيث تعتبر “الرحلة إلى مصر” ليست ملجأ مؤقتًا للعائلة المقدسة فحسب، بل تعتبر اختراقًا لعالم جديد، والبدء في المعرفة، والاتصال بالله. وان كانت الاناجيل لا تصف ما حدث داخل مصر، ولكن في رحلة العوده كان يسوع المسيح يصنع المعجزات.
اعرف ان الناس يتطلعون لزيارة مصر كبداية، كموقع سياحي استثنائي. لرؤية الأهرامات ومقابر الفراعنة والمعابد الفرعونية؛ ولكن أعتقد أن أيقونات فيكتور يونان ستكون انطلاقة لتوفر هذا المستوى من الرؤية السياحية الدينية لمصر.
ان كنت من اؤلئك الذين يبحثوا أعمالًا فنية مزدوجة او ثنائية أعتقد أنه من الأنسب أن تشاهد لوحة الهروب إلى مصر!
فيكتور يونان هو فنان موهوب ومبدع. أعماله هي مثال على كيفية استخدام الفن للتعبير عن الأفكار والمشاعر العميقة.
في الختام، يمكن القول أن فيكتور يونان هو فنان مصري مؤثر يساهم في تطوير الفن الثنائي في مصر. أعماله هي مثال على كيفية استخدام الفن للتعبير عن الأفكار والمشاعر العميقة، وإثارة الخيال والتفكير النقدي لدى المشاهد.
يتميز أسلوب فيكتور يونان الفني باستخدام الألوان والأشكال والتكوين لإيجاد التأثيرات البصرية المعقدة. غالبًا ما يستخدم ألوانًا نابضة بالحياة وأشكالًا هندسية بسيطة لإنشاء إحساس بالحركة والنشاط. كما أنه يستخدم تكوينًا غير تقليدي لخلق وهم العمق والبعد.
تتناول أعمال فيكتور يونان مجموعة واسعة من الموضوعات، غالبًا ما يستخدم الفن للتعبير عن الأفكار الدينية أو الاجتماعية أو السياسية العميقة. على سبيل المثال، أيقونة “رحلة العائلة المقدسة إلى مصر” تتناول موضوع الإيمان والخلاص.
يمكن مقارنة أعمال فيكتور يونان بأعمال الفنانين الآخرين الذين يعملون في مجال الفن الثنائي. على سبيل المثال، يتشابه أسلوبه مع أسلوب الفنان الإسباني خوان ميرود، الذي كان رائدًا في هذا النوع الفني. ومع ذلك، يتميز أسلوب فيكتور يونان بلمسة شخصية فريدة من نوعها.